في أغسطس من عام 2013 عرض علي أحد أصدقائي أن أساعده في تأسيس رابطة بإسم رابطة مخترعين مصر، وكان هدف هذه الرابطة هو نشر ثقافة البحث العلمي بالإضافة إلى مجموعة من الأهداف الأخرى
كان أهمها هو جمع الباحثين من مختلف الأعمار تحت مظلة واحدة، وكانت هذه الأهداف مسعاي الأكبر في تلك الفترة، وكنت وقتها مسئول تقنية المعلومات باللجنة العليا للبحث العلمي، والتي كان هدفها أيضاً نشر ثقافة البحث العلمي في المدارس.
وافقت على المساعدة في تأسيس الرابطة، وبعد التأسيس تم إختياري مديراً تنفيذياً، وببدأنا في تكوين فريق في المحافظات والتخطيط لأنشطة وفاعليات تفيد الهدف الأساسي من تكوين الرابطة، كانت الأمور تسير ببطئ بسبب الروتين المبالغ فيه، ولكن كنا متحمسين لدرجة جعلتنا نحاول تفادي العقبات قدر المستطاع، لدرجة أننا كنا نغطي نفقات التجمعات والإنتقالات وأغلب الأنشطة دون مساعدة من أحد ودون إنتظار مقابل أيضاً.
وبعد شهرين تقريباً من ظهور الرابطة ظَن بعض أعضاء اللجنة العليا للبحث العلمي أن الرابطة خِصماً لللجنة، فحاولت إيضاح أن المصلحة واحدة وأن الهدف واحد وأن التعاون بين الرابطة واللجنة سيفيد الطرفان ولكن دون جدوى، وكانت المشاكل بسبب تلك النقطة تزاد يوماً تلو الآخر، فقررت مغادرة اللجنة حتى أحافظ على علاقتي بهم كأصدقاء.
بعد ذلك تفرغت للمساعدة في تحقيق أهداف الرابطة في نشر ثقافة البحث العلمي، قمنا بإطلاق أول مؤتمر لنا في جامعة بني سويف؛ ووقع اختيارنا على الصعيد تحديداً للمساهمة في إلغاء فكرة المركزية بالقاهرة، وقام مجموعة من أعضاء الرابطة بعرض أعمالهم لتشجيع الطلاب الحضور على الإبتكار وتوضيح مفهوم البحث العلمي ببساطة، وإيصال رسالة أن بإمكانهم أيضاً أن يكونوا باحثين ولو بالمفهوم البسيط وبأفكارهم البسيطة التي ممكن جداً تتطور مع الوقت ويكونوا من صُناع المستقبل.
بعد نجاح المؤتمر، قام رئيس جامعة بني سويف بتكريم أعضاء الرابطة، وبعدها قام محافظ بني سويف بعمل حفل تكريم لنا بمكتبه وسلمنا درع تقديري من المحافظة على نجاح المؤتمر، بعدها عدنا للقاهرة لإستكمال المشوار، أكملنا في طريقنا ولكن كان الروتين يقف لنا بالمرصاد، كانت كل خطوة تأخذ وقتاً طويلاً بسبب الإجراءات والوعود التي لا يتم تنفيذها من المسئولين بالحكومة، ظللت لشهور أحاول المساعدة بالجهود الذاتية وتحمل التكاليف المادية ولكن كان الحمل كبيراً جداً عليَ كطالب لا يوجد له مصدر دخل ثابت، فقررت آسفاً التوقف عن الإستكمال في هذا الطريق بعد أن تأكدت من أن هذا ليس بوقته الأنسب، وقررت أن أحاول أن أبذل جهدي هذا في خدمة المجتمع من مكان آخر.