قصة هذه المنحة من أغرب القصص في حياتي إن لم تكن أغربهم وأكثرهم إسعاداً لي على الإطلاق، حيث بدأ الأمر بأن “Berlitz Egypt” أطلقت مسابقة على الإنترنت بعنوان “تميز”، والهدف من هذه المسابقة هو أن يقوم المشاركين بكتابة تلخيص للأشياء المفيدة التي فعلوها في حياتهم منذ بدايتها وحتى بداية المسابقة، وأكثر المشاركين حصولاً على نسبة تصويت سيحصل على منحة دراسية بقيمة 20 ألف جنية مصري تقريباً لدراسة اللغة الإنجليزية.
الغريب في الأمر أنني لم أكن أعرف أي شئ عن المسابقة، وقبل إنتهاء التصويت بساعتين طلبت مني إحدي زميلاتي في Nobel Egypt أن أقوم بالتصويت لها في المسابقة، وبعد أن قمت بالتصويت لها، بنظرة سريعة قرأت تفاصيل المسابقة ورأيت عدد الأصوات التي حصل عليها كل مشترك حتى تلك اللحظة، ولم يكن ببالي أن أشارك لأن وقت التصويت تقريباً إنتهى، وسأحتاج ليومين على الأقل لأحصل على نسبة تصويت تستطيع المنافسة.
ولكن حتى الآن لا أعلم ما الذي دفعني لأن أقوم بالتالي: قمت بنسخ جزء كبير من مقال يتحدث عني كانت قد نشرته إحدى الصفحات على فيسبوك، وقمت بوضعه في المكان المخصص للمشاركة ولم أقم بالتصويت لنفسي ولا مشاركة الرابط على صفحتي حتى، وأغلقت الصفحة وعدت لإستكمال ما كنت أقوم به، فوجئت بالأمس أن زميلتي التي طلب مني التصويت لها تقول لي “مبروك” ظننت حينها أنها فازت في المسابقة، ولكن كانت المفاجأة بعد أن أرسلت لي الصورة التالية:
وكانت تحتوي على إسمي ضمن الذين فازوا بالمنحة، وكنت أشعر بفرحة ممزوجة بإستفهام وتعجب، كيف حدث ذلك؟
بعد أن تواصلت مع صفحتهم على فيسبوك، أبلغوني بتفاصيل حفل تسليم أوراق المنحة للفائزين، وبالفعل ذهبت في الموعد المحدد، وأثناء الحفل قالت إحدى مقدمي الحفل والمسئولين عن مسابقة “تميز” أن المسابقة كان الهدف منها هو إختيار أفضل 10 أشخاص بناء على عدد الأصوت التي سيحصلون عليها، ولكن قبل إغلاق التصويت بنصف ساعة فتحت الصفحة لأتفقد التصويت قبل إغلاقه وإعلان الفائزين، وألقيت نظرة سريعة على المشاركين، وكان في مشارك إسمه “يوسف صلاح” فا زميلتي شاورت عليا، قالت لي: “إنت عارف إن أنت السبب في إننا إختارنا عشرة أشخاص إضافيين؟” فتعجبت أكثر، قالت: “بالرغم من إنك كنت آخر المشاركين بعد ما قرأت المكتوب عنك وقارنته بسنك كلمت الإدارة فوراً وقلتلهم ده لازم يكون من ضمن اللي ياخدوا المنحة، وحتى لا نخل بقواعد المسابقة قررنا أننا ناخد 10 أشخاص إضافيين بدون تصويت بناء على تقييمنا لمشاركتهم وكنت أنت السبب الأساسي في الخطوة دي”
طبعاً كنت مش عارف أتكلم من الفرحة زيادة على فرحة المنحة كنت مبسوط جداً إني كنت سبب في فرحة 9 أشخاص تانيين، وحتى يومنا هذا بحييهم جداً على الخطوة المحترمة دي.